حراس السماء

إسماعيل عودة، عامل بناء سوري، يجد ملجأه الوحيد على سطح منزله.
شام لا توصف
مايو 25, 2025
دمشق، سوريا
القصة بقلم:
روا قصير

في عالم مليء بالتوتر، يجد إسماعيل عودة، عامل البناء السوري، ملاذه الوحيد على سطح منزله، بين أسراب الحمام. ورث هذه الهواية عن والده، وأصبحت جزءاً من حياته اليومية - ملاذاً خاصاً لا يستطيع التخلي عنه.

على الرغم من التكلفة العالية لرعاية الطيور - التي تتجاوز 100,000 ليرة سورية شهرياً أي حوالي 8 دولارات أمريكية - لا ينوي إسماعيل التوقف عن ذلك. فبالنسبة له، يعتبر السطح أكثر من مجرد مكان لتربية الحمام؛ إنه عالم مستقل، مكان يهرب إليه بعد يوم طويل وسط فوضى المدينة.

إسماعيل عودة وعصفور على يده

في اللهجة الدمشقية، تعني "الكشّة" في اللهجة الدمشقية الكذبة البيضاء - كذبة صغيرة تُقال لتخفيف ثقل الواقع أو لجعله أكثر احتمالاً. وهي لا تنطبق فقط على الحمام، بل تمتد إلى الكلمات والمواقف والأحداث. فالقششاش - حارس الحمام - ليس مجرد متحمس للطيور، بل هو سيد الوهم. فهو يصمم رقصات طيران الحمام ليبدو حرًا، بينما يظل مربوطًا بخيوط غير مرئية.

سوق الطيور في دمشق، سوريا.

يحمل بعض الناس صورًا نمطية عن القشاش - فهو غير مقبول اجتماعيًا ولا تُقبل شهادته في المحكمة. لكن إسماعيل تقبل هذه التحديات، واختار العزلة بين قطعانه على ضجيج المدينة.

في السنوات القليلة الماضية، تحولت تربية الحمام من مجرد شغف إلى تجارة سرية. وفي مرحلة ما، كان الوصول إلى أسطح المنازل محظورًا، الأمر الذي منع الكشاشين من ممارسة مهنتهم.

سوق الطيور في دمشق، سوريا.

في كل غروب للشمس، يصعد إسماعيل إلى سطح منزله ويراقب طيوره وهي تحلق في سماء مفتوحة، لتعود إليه كما تفعل كل يوم. في دمشق، لا يبقى الحمام الحر في دمشق طليقاً لفترة طويلة. فالحمامات النادرة يتم حبسها في أقفاص حتى يتم إرسالها إلى الخارج، أما الحمام الشائع فيتم تدريبه على العودة. أما تلك التي تحاول الهروب من النظام فإما أن تُطارد أو تختفي.

سوق الطيور في دمشق، سوريا.

تماماً مثل الكشاش - الكذبة البيضاء غير المؤذية التي تبدأ بريئة وتنتهي قدراً.
في دمشق الحمام النادر لا يطير... ولا نحن أيضاً.

إسماعيل أثناء غروب الشمس على سطح المبنى حاملاً حمامته.