"في أحد الأيام، بينما كنت أنتظر الحافلة بجوار سور المدرسة، رأيت مجموعة من الشباب ينقلون ألواح التزلج من الشارع المقابل إلى الحديقة المجاورة للمدرسة. لطالما كنت شخصًا اجتماعيًا، لذا ذهبت إليهم وسألتهم عما يفعلونه. أخبروني أنهم يتزلجون على الألواح ويمكنهم تعليمي مجاناً. لذا انضممت إليهم وكان ذلك كل شيء."

يتذكر محمد العولقي (18 عاماً) كيف تعرف على فريق مدربي التزلج في سفن هيلز*، قبل ثماني سنوات تقريباً. وُلد العولقي لأب يمني وأم صومالية يمنية، وأمضى طفولته بين السياقين، حيث تنقل بين الثقافتين وأصبح في نهاية المطاف يتقن اللغتين العربية والصومالية بطلاقة. في عام 2018، بينما كان التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات يشن حربًا وحشية على اليمن، لجأت عائلة محمد إلى الأردن إلى جانب 10,513 لاجئًا يمنيًا مسجلاً آخر (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 2025). كان عمره ثماني سنوات فقط.


في البداية، لم يكن محمد ملتزمًا جدًا بالتزلج على الألواح. وعلى الرغم من أنه كان يحبها، إلا أنه كان يميل أكثر إلى لعب كرة القدم بعد المدرسة. ولكن، على مدى السنوات الثلاث الماضية، أصبح يتردد بانتظام على حديقة التزلج في سيفن هيلز للتزلج وصقل مهاراته وقدراته البدنية التي تبدو لأي مراقب أنها تأتي بشكل طبيعي. "كنت أتعرض للكثير من التنمر أثناء لعب كرة القدم مع الأولاد الآخرين. ولكن مع التزلج، لا يوجد تنمر، ويتم التعامل مع الجميع على قدم المساواة حتى مع المبتدئين. لذلك فضّلتها على كرة القدم"، يقول محمد.


لقد دفعته ثقة محمد في التزلج على الألواح إلى البدء في التدريب مع سفن هيلز، في محاولة منه لرد الجميل وتطوير مهاراته الخاصة. على الرغم من الوصمة التي يلصقها المجتمع العام بجمهور حديقة التزلج، وخاصة الفتيان من خلال وصفهم بـ "الأولاد السيئين" الذين لا يودون فعل أي شيء جيد، إلا أن محمد وغيره من رواد حديقة التزلج المنتظمين لم يثنهم أبداً عن التزلج في المساحة المفتوحة في وسط الغابة الحضرية المتسعة من حولهم.


أثناء السير على إحدى التلال السبع في عمّان مع محمد لمقابلة والدته وشقيقته الصغرى سدرة، يشاركنا قراره بترك المدرسة والبحث عن عمل لإعالة أسرته. يتوقف للتفكير في المستقبل ورغبته في السفر إلى الخارج بحثاً عن فرص أفضل. مثل أي لاجئ شاب، يبدأ محمد رحلته الخاصة كأي لاجئ شاب. لن يكون الأمر سهلاً، لكن إصراره وتركيزه على تعلم حيل التزلج على الألواح سيقوده بالتأكيد إلى إيجاد طريقه الخاص وسط الفوضى.
