حياة بطرس ليست مجرد رحلة أخرى، بل هي أسلوب حياة متجذر بعمق في الأرض والتقاليد التي توارثتها أجيال من الرعاة.


إنه ينتمي إلى تلال شمال الأردن الشاسعة حيث يتنقل مع قطيع أغنامه متبعاً مسارات الماء والشمس والمطر. لطالما أحبّ بطرس التوجّه شمالاً نحو وادي نَمِل، المكان الذي لطالما شعر بأنه واحة من الهدوء، بمساحاته الخضراء الواسعة، وتلاله المتموجة ومنحدراته الشاسعة.


ولكن في السنوات الأخيرة، أثرت التطورات التي غيرت طابع المنطقة على الرعاة . فالتلال التي كانت نقية ذات يوم أصبحت الآن مغطاة بالقمامة وأماكن الشواء المهجورة. وفي أحد الأيام، فقد بعض أغنامه بعد أن ابتلعت أكياساً بلاستيكية متروكة على الأرض. حاول إنقاذها لكنه سرعان ما أدرك أنه لا يستطيع تحمل تكاليف الجراحة.


وعلى الرغم من كل التحديات، يظل بوتروس مرتبطاً بعمق بالأرض. ويواصل رحلته موازناً وقته بين عالمين: طريقة الحياة التقليدية التي يسعى جاهداً للحفاظ عليها والعالم الحديث الذي يفرض نفسه بشكل متزايد. وبين هذين العالمين، يظل الترحال هو مساره طوال حياته.
