كانا واقفين هناك، في غرفة خافتة الإضاءة.
مد جمال يديه كما لو كان يحمل شيئًا بين الهواء والذاكرة.
ردت شانتيل بإيماءة رشيقة.
تقدمت آية إلى الأمام بثقة هادئة.
ومن الخلف، ضحك سليم ...

لم يكن هذا مشهدًا من مسرحية.
بل كانت الحياة تعود - بشكل كامل وعميق - إلى المسرح.
قبل أسابيع قليلة، وبعد صمت طويل فرضه النزوح والغارات الجوية، عاد مسرح الحرية
مسرح الحرية إلى الحياة.

ليس في موطنه الأصلي في قلب مخيم جنين،
بل في مكان مؤقت خارج حدوده.
ومع ذلك، فقد عاد - ومعه أول إنتاج منذ الاقتلاع:
"أصوات الحب والحرب".

عرض يلملم الذاكرة من جديد، ويقاوم من خلال الحكي.
من إخراج معتصم أبو الحسن،
المسرحية لم تولد على الصفحة، بل ولدت من رحم التجربة.


من صمت البيوت، من ألم المخيم،
من صمت البيوت، من ألم المخيم، من نظرات مجروحة لأناس لم يشفوا بعد.
من جنين إلى سلفيت، من طولكرم إلى الناصرة،
جاء الممثلون من مدن وقرى ومخيمات متناثرة،
تجمعهم الرغبة نفسها:
أن يتكلموا لا أن يصمتوا.

لإعادة بناء الحكاية - من تحت الأنقاض، من الذاكرة.
عندما تأسس مسرح الحرية بعد اجتياح جنين عام 2002،
لم يكن ذلك مجرد مشروع فني.
لقد كان إعلانًا:

الفلسطيني له صوت. ولا يمكن إسكاته.
أسسه جوليانو مير خميس مع شركاء محليين،
بمن فيهم زكريا زبيدي،
إيمانًا منه بأن الفن يمكن أن يكون سلاحًا -
وأن التمثيل شكل من أشكال البقاء.
ورغم اغتيال جوليانو،
رغم الضغوطات والمداهمات والهدم،
بقي المسرح حيًا
في كل من وقف على خشبته.
وعاش حلمها - في قلوب أولئك الذين آمنوا بها.
في أحدث عروضها،
لم يكن الجمهور يشاهدها فقط.


لقد كانوا جزءًا من القصة -
يتشاركون نفس الألم ونفس الشوق.
وعندما خفتت الأضواء بعد المشهد الأخير،
لم يكن التصفيق لم يكن فقط للأداء -
كان التصفيق من أجل التحمل. للبقاء. للبقاء على قيد الحياة.
