قصة كُتبت بالنار والتراب.
في اليمون، بالقرب من جنين، يعيش أبو محمد، حارس هذا التقليد.

كل صباح، يأخذ حماره ويتوجه إلى أرضه بالقرب من الحاجز الفاصل.

إنه لا يمتلك سيارة، ولا يحمل أي آلات، فقط الذاكرة والصبر والإصرار على إبقاء جزء من فلسطين على قيد الحياة.

هناك، حيث ينمو القمح من الأرض الخصبة، يبدأ رحلته اليومية في صنع الفريكة، تلك الحبة الخضراء التي تُحصد وتُحمص وتُفرك بأيدي طاهرة لتصبح طعامًا من الأرض وكأنها هدية من السماء.


الفريكة هي جزء من التراث الفلسطيني وتعتبر من أقدم الحبوب المعروفة لدى الفلسطينيين. ومنه تُصنع بعض أشهى الأطباق التقليدية اللذيذة.

بالنسبة لأبو محمد، كما هو الحال بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، الفريكة هي أكثر من مجرد طعام - إنها ذكرى من زمن الأجداد، من موائد كانت يوماً ما مليئة بالوفرة ومن أرض كانت تدرّ ذات يوم بلا خوف.

ولكن في فلسطين، صناعة الفريكة ليست سهلة
خلال موسم الحصاد، عيون الاحتلال تراقب من خلف الجدار العازل

إنهم لا يكتفون بالاستيلاء على الأرض فحسب، بل يطلقون الخنازير البرية في الحقول لتدمير المحاصيل وتهديد أرزاق المزارعين.
ومع ذلك، يعود أبو محمد كل يوم.
يحصد ويشوي ويفرك، لأن الفريكة ليست مجرد وجبة طعام. إنها قصة، تروى بالنار والتراب، وبصبر المزارع الفلسطيني.
