في مزرعته في منطقة أبو جرش التابعة للصالحية في محافظة دمشق، يقضي أبو ماهر كل وقته في الأرض، يعيش من خيراتها ومنتجاتها، بين الطيور والحيوانات التي أصبحت جزءاً من حياته اليومية، يجد أبو ماهر مع أبنائه وأحفاده مصدر رزقهم.


أبو ماهر يبلغ من العمر 89 عامًا، عاش حياة مليئة بالذكريات والتغيرات. شهد الثورة السورية والحرب السورية، وواجه تهديدات مستمرة بقصف أرضه.

احتلت المباني الشاهقة المنطقة التي كانت تغطي كل الجبال الخضراء والأشجار التي كانت جزءًا من حياته اليومية، وأصبحت مليئة بالشاحنات ومواقع البناء. وحل الضجيج والتلوث محل الهدوء والنقاء.

ومع كل هذه التغيرات، رفض أبو ماهر كل مقترحات بيع أرضه وكان يرد دائمًا قائلًا: "لا أعرف سوى العيش بين الأشجار والحيوانات التي كنت أربيها أنا وأبي منذ الصغر، والآن مع أولادي وأحفادي".


وقد حافظ أبو ماهر على مزرعته إيمانًا منه بقدرة الأشجار على حمايتها من ضوضاء المدينة وأوساخها.
